احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

مدرسة التحليل النفسي

تعتبر مدرسة فرويد للتحليل النفسي تالت مدرسة في علم النفس  .. ولا شكّ أنّ نظرية فرويد كان لها من الصدى الواسع في الأوساط العلمية والاجتماعية ما لم يحالف سائر المدارس الاُخرى، والمؤيدون لها لا يقلّون عن الرافضين والمعترضين عليها، ولكن تختلف طبقة كلّ منهما، فالوسط المتديّن يغلب عليه التذمّر والإمتعاض منها تحت ضغط العقيدة والقيم الأخلاقية، بخلاف غيرهم من المتغرّبين والمتحلّلين خلقياً، فهم أشدّ المتحمسّين لها، امّا في المناخ العلمي فالعقلانية وتجنّب البتّ الانفعالي في الحكم وغربلة المحصول الكلّي لفرز الغثّ من السمين هي السائدة.

في البداية لم يكن لنظريات هذه المدرسة محلّ من الإعراب بين سائر المدارس الاُخرى سوى حصّة ضئيلة من أروقة المستشفيات للأمراض العصبية والعقلية، فقد نشأت هذه المدرسة بين المرضى النفسيين وأسرّة المستشفى، لا في صفوف الجامعات ومختبراتها كما هو حال المدارس النفسية الاُخرى; وقد أيّدها في البداية الأطباء في الأمراض العصبية والنفسية بعنوان أسلوب عملي لعلاج بعض أمراض الهستيريا والاضطراب النفسي والكآبة المزمنة، وكان الموضوع في البداية يقتصر على معرفة الدافع وتركيب الشخصية، والهدف من التحليل النفسي كمنهج علاجي لم يطرح في مقابل النظريات المتكاملة للمدارس الاُخرى، ولكن مع توسّع الأطروحة وشمولها لبقيّة مفاصل الشخصية وتعميم النتائج والكشوفات إلى الاصحاء من الناس بدأ نجم فرويد يلمع في الأجواء الاوربية من خلال اطروحاته الجديدة عن عالم اللاشعور، وتفسير الرؤيا وأركان الشخصية للفرد، وخاصة نظريته الجنسية المضادة للقيم الدينية والأخلاقية حيث وجدت أرضاً خصبة في قلوب الفتيان والفتيات، وعثر الاتجاه المنفلت على أداة إعلامية ساحرة لتوجيه الضربة القاضية إلى فلول الالتزام الديني والخلقي في الغرب، فكان أن غطّت هذه النظرية مساحات واسعة من الأبعاد المعرفية والهوية الثقافية للفرد، كالأدب، والفنّ، والتعليم والتربية، وعلم الاجتماع، والأخلاق، والأمر الذي جعل من هذه النظرية تقف في مصاف التحدّي لبقية المدارس النفسية أنّ هاتيك المدارس كانت تؤكّد على دور الوعي والسلوك الهادف للفرد وأنّ الإنسان هو الذي يتحكّم في أفعاله وتصوراته. بينما وجّه فرويد ضربة قاصمة لهذا الاطار المعرفي ونسفه من الأساس كما سنرى في استعراضنا لرجال هذه المدرسة والمتغيرات الذي أحدثها كلّ واحد منهم فيها:

 

1 ـ زيجموند فرويد: «1856 ـ 1939»

ولد فرويد في فرايبورغ النمساوية عام 1856 ـ وعاش طيلة حياته في فينّا عاصمة النمسا ما عدا أعواماً قلائل من طفولته وقبيل وفاته حيث لجأ إلى انجلترا هرباً من الجيش النازي الذي احتلّ النمسا، وبقي في لندن حتّى توفّي فيها، وقد تأثّر في حياته الطويلة والمليئة بالنشاط والجهد والتأليف المتواصل بعدّة اُمور كان لها تأثير بالغ في مسيرة حياته، منها صدور كتاب «أصل الأنواع» لدارون الذي يتيح للباحث دراسة الإنسان من خلال طبيعته الحيوانية وبمعزل عن السماء والقيم.

في عالم 1873 دخل جامعة فينّا واختار فرع الطبّ، وبعد إتمامه الدراسة، عمل مع «بروك» في أحد المستشفيات في الأمراض العصبية، وخاصة الفلج، وتأثيرات الضربة الدماغية في الأطفال، وعوارض الخلل في اللسان والنطق، وفي عام 1882 عمل كمتخصّص في الأمراض العصبية وكسب بذلك بعض الشهرة والاحترام، إلاّ أنّ ذلك لم يرضه لصعوبة مثل هذه النشاطات العلمية، فأسعفته صداقته مع «بروئر» الطبيب المعروف في أمراض النفس والكشوفات الطبّية في انتشار عدّة مقالات في موارد التشريح العصبي وتأثير الكوكائين على الأعصاب، وتدريجياً أضحى من المتخصّصين بالأعصاب الذين يشار إليهم بالبنان، ولكن سرعان ما اكتشف أنّ الأمراض العصبية ليست لها جذور فسيولوجية وبدنية، بل جذورها تمتدّ إلى النفس، فكانت مشاهداته في هذا المجال حافزاً له على التوجيه نحو هذا المجال وكشف الرابطة بين الأمراض العصبية والدوافع النفسية، حيث أكّد على أنّ الأمراض النفسية ليست بالضرورة معلولة لنقص ذهني وخلل في المخ، وقد استفاد من عمله المشترك مع بروئر في علاج المرضى النفسيين في ترميم أطروحته في هذا المجال، وكان نتيجة هذا العمل المشترك انتشار كتاب «مطالعات في الهستيريا» بالاشتراك مع بروئر سنة (1895) التي تعتبر سنة ولادة مدرسة التحليل النفسي، ثمّ أنّ فرويد استقلّ بعدها في عمله وكتاباته، وفي كل كتاب كان يضيف إلى أطروحته أبواباً جديدة في الرؤيا وعالم اللاشعور والجنس والذكاء وغير ذلك. وذاع صيته وبدأت المحافل العلمية تدرس بجدية مقالاته وكتاباته، فأقبل عليه بعض الباحثين للاستفادة من تجاربه ونظرياته في علاج المرضى النفسيين فكان أن تشكّلت جمعية التحليل النفسي عام 1908 برئاسته.

ومع رشد حركة التحليل النفسي ازدادت الخلافات بين فرويد وثلّة من أتباعه البارزين مثل كارل يونغ، وآدلر، وفي عام 1911، اعتزل آدلر عن مدرسة التحليل النفسي، وتبعه يونغ عام 1913، وهما من أساطين علم النفس الغربي وأسّسا لهما مذاهب خاصة مستقلّة كما سنتعرض إليهنّ وإلى مؤسّسي حركة الفرويديون الجدد، وما ذلك إلاّلإصلاح صيغ الخلل والرؤى المفرطة في آراء فرويد وتوجيهها نحو الإعتدال وعدم الجزمية في المحصولات العلمية.

وفي عام 1923 نشر فرويد كتابه عن الشخصية الذي أحدث تحوّلاً في الرؤية النفسية نحو مكوّنات الشخصية حيث قسّم فيه شخصية الفرد إلى مكوّناتها الثلاث: الأنا، الهو، الأنا الأعلى، وهذه السنّة تعتبر القمّة في شخصية فرويد العلمية بانتشار كتابه هذا، إذ في تلك المسألة نفسها بدأ العدّ التنازلي في حياته عندما اُخبر باصابته بمرض السرطان الذي ظلّ يعاني من آلامه، ويكابد أوجاعه طيلة 16 سنة أجرى خلالها 33 عملية جراحية، وكان آخر كتاب له باسم «موسى وقومه وعقيدة التوحيد» وفي عام 1938 غزت المانيا النمسا، فأفلت من الجيش النازي الذي شنّ حملة واسعة عليه وعلى كتبه لأصله اليهودي، وقام أصدقاؤه بتهريبه إلى لندن حيث مات بعد سنة في 1939.

 

نشوء مدرسة التحليل النفسي:

بالإمكان دراسة هذه المدرسة في مركزاتها الفكرية والرؤى النظرية حول الشخصية ودوافعها وصياغتها من جهة، ومن جهة أخرى منهجها في العلاج النفسي كمدرسة تهتم بعلاج الأمراض النفسية والعصبية. والجانب الأوّل هو الذي يبحث عادةً في الأوساط الثقافية، تاركين الجانب الثاني وهو طريقة علاجها للأمراض إلى المتخصصين والأطباء في هذا الفن لماهيته التطبيقية التي تختص بالمعدودين من الناس من ذوي الأمراض والحالات النفسية الشاذّة: ويعتمد في أسلوبه هذا على محاولة اكتشاف عالم اللاوعي في المريض، والتوغل إلى ذكريات الطفولة والدوافع المكبوتة وإبرازها إلى السطح الواعي بأساليب التداعي الحرّ، وتعبير الرؤيا، والتنويم المغناطيسي وأمثال ذلك، فإذا اكتشف الفرد الدوافع الخفيّة وتمكّن من تفريغ شحنتها عبر إبرازها من مكمنها، تخلّص من سبب المرض.

أمّا على مستوى النظرية وهي مورد البحث عادةً في الأوساط الفكرية والثقافية، فالبداية كانت عندما اشترك مع بروير في علاج المرضى النفسانيين بوسيلة التنويم المغناطيسي، فكان منهج بروير في العلاج هو «المنهج التطهيري» أو منهج التنفيس عن الكوامن، وذلك بأن يقوم بتنويم المريض تنويماً مغناطيسياً وإعادة ذكرى الحوادث المؤلمة التي كانت السبب في الأزمة النفسية، وبذلك تتمّ عملية التنفيس، أو التطهير من هذه الذكريات المكبوتة التي تقف وراء الإنفعالات العصبية والهستيرية للمريض، ويذكر أنّ فتاة مصابة بالهستيريا واضطرابات في النطق وفقدان الشهيّة جاءت تلتمس الشفاء عند بروير حيث كانت تشكو العطش الدائم فإذا قربت قدح الماء إلى فمها لتشرب ألقت بالقدح فجأة إلى الأرض دون أن تعرف له سبباً ظاهراً، ثمّ أنّها وفي حالة النوم المغناطيسي اعترفت بأنّها دخلت غرفة مربّيتها فرأت كلبها المخيف يشرب من كأسها، فرجعت ولم تذكر لأحد شيئاً عن ذلك، إلاّ  أنّ هذا الحادث بقي فاعلاً في اللاوعي، فلمّا ذكرته لطبيبها شعرت بالراحة وكأنّها نفّست عن ثقل مكبوت لديها، وطلبت وهي في نومها ماءً وشربت حتّى ارتوت، ثمّ استيقظت وقد زال هذا التوتر والحساسية من شرب الماء، فأخذ فرويد هذه الحادثة كرأس خيط للوصول إلى نتائج هامّة عن الوعى واللاوعي والكبت وحلقات اُخرى من سلسلة منظومته الفكرية.

ثمّ إنّ فرويد ما لبث أن تخلّى عن التنويم المغناطيسي مستبدلاً إياه طريقته الخاصة في التداعي الحرّ وفسح المجال للمريض بأنّ يتكلّم كيفما شاء من دون تنويم، بل في حالة استرخاء تام، ويقوم المعالج بتسجيل ملاحظاته ثمّ يتبادل وجهة النظر مع المريض، والبوح بمكنونات ضميره الباطن بعد استنباطها من فلتات لسان المريض وحالاته النفسية أثناء النطق، ويعزو فرويد سبب الشفاء إلى استخراج الذكريات المؤلمة من مخزن اللاوعي وإحضارها إلى مرتبة الوعي والشعور لتكفّ عن تفعيل المرض بعد أن يدركها المريض ويستوعب أسباب الأزمة، فحينئذ أمّا أن يقوم بطردها ورفضها، أو تقبلها، وهذه هي ماهية التحليل النفسي.

 

مرتكزات نظرية التحليل النفسي

l عالم اللاشعور:

رأينا كيف أنّ فرويد اقتبس أساس فكرة اللاشعور وقوّة تأثير المشاعر المكبوتة من صاحبه بروير، وبعد أن قام بصياغته من جديد وتطويره جعله أساس ودعامة لكثير من الرؤى والنظريات في دائرة مدرسته النفسية، وليس أهمية هذه المدرسة في كشفها عن عالم اللاوعي، بل عن إثبات دوره المؤثر في سلوكيات الفرد ونشاطاته الفكرية والعملية.

وتقوم نظرية فرويد في هذا الجانب إلى أنّ في الإنسان ثلاثة مناطق للإدراك: 1ـ منطقة الوعي. 2ـ منطقة شبه الوعي. 3ـ منطقة اللاوعي أو اللاشعور، ويعتبر الثالث منها أهمّ عامل من العوامل المؤثرة على السلوك، ويسمّى بعالم اللاشعور أيضاً، في مقابل عالم الشعور والوعي الفعلي للذهن، والفرق بين منطقة شبه الوعي وبين اللاوعي الكامل أنّ الأولى قد يستذكرها الإنسان بسرعة، أي إنّ الذكريات في هذه المنطقة لم تتوغّل كثيراً في عالم النسيان، وأمّا منطقة اللاشعور فتحتوي على ذكريات مكبوتة أكل الدهر عليها وشرب، فهي تأبى على الفرد إرجاعها إلى الذاكرة إلاّ في حالات نادرة ومن خلال التقويم المغناطيسي أو التحليل النفسي، وتفضّل البقاء في ذلك العالم بعد أن طردت من عالم الوعي وكبتها الفرد، أي إنّ بعض الرغبات لا يجد الفرد بدّاً من طردها وكبتها خوفاً منها كالميول المحرّمة والممنوعة أخلاقياً واجتماعياً، فمن يحسّ في نفسه بالرغبة في ضرب أبيه مثلاً، أو في مقاربة إحدى محارمه، فلا شكّ في أنّ مثل هذه الميول تسبّب له قلقاً واضطراباً في شخصيته، وترفع من حدّه الصراع مع وجدانه الديني والاجتماعي، فيقوم بطردها إلى عالم اللاشعور، ولكن وفقاً لهذه النظرية، فانّ كلّ رغبة مهما كانت طفيفة وتافهة لا تزول من صقع النفس بتاتاً، وإنّما تندحر موقتاً إلى عالم اللاشعور وتتحيّن الفرصة للخروج مرّة اُخرى، ولكن لا بشكلها السافر المقيت، لأنّ ذلك سيسبّب قلقاً وازعاجاً لصاحبها فيعود إلى كبتها من جديد، بل تتقنّع بقناع مقبول عرفاً وشرعاً، وبهذا تكون جميع الدوافع الخيّرة في الظاهر والتي يشعر بها الإنسان ما هي إلاّ دوافع شريرة مقنعة تمتدّ بجذورها إلى اللاشعور لا سيّما إلى الغريزة الجنسية، وتحرّك الفرد كيفما تشاء وهو يظنّ أنّه يحسن صنعاً.

ونسبة الدوافع اللاشعورية إلى الدوافع الشعورية كنسبة الجزء الغاطس من جبل الثلج إلى جزئه الظاهر، حيث أنّ جبل الثلج لا يظهر منه إلاّ القليل، بينما يبقى القسم الأعظم منه غاطساً في الماء.

الكبت بدوره يختلف عن أشكال القمع والرفض الارادي للشهوات والميول الممنوعة، انّه عملية لا شعورية تستهدف إزالة القلق من ميدان النفس وإعادة التوازن والاستقرار النفسي، فقد يغضب الإنسان على زوجته أو أحد أصدقائه فيقوم بكظم غيظه وتهدئة نفسه وطرد عوامل الغضب، إلاّ أنّ هذه العملية تتحرّك على مستوى الوعي والشعور، بخلاف الكبت الذي لا يشعر الإنسان معه بجهد من هذا القبيل، ويتظاهر بالمحبّة وهو يستبطن الكراهية في حين أنّه لا يشعر بالكراهية بشكلها السافر.

والطريق إلى معرفة محتويات هذه المنطقة في عالم النفس هو الرؤيا بالدرجة الاُولى، حيث تخفّ سيطرة الوعي والأنا على الفراميل النفسية، والتخلّص من هذه الدوافع المكبوتة لا يتيسّر إلاّ بفسح المجال لها للتعبير عن نفسها، وإزالة العوائق والفراميل الأخلاقية والاجتماعية من أمامها لتظهر على حقيقتها.

 

l الغرائز:

النقطة المحورية لنظرية فرويد ترتكز على فهم ماهية الدوافع، أو الغرائز وتحديد دورها في السلوك، فبالنسبة إلى ماهية الدوافع هناك تفسيرات مختلفة لها في كتب فرويد بالذات، فتارةً يعبّر عنها بالدوافع، واُخرى بالغرائز، والظاهر أنّ الترجمات المختلفة لها نصيبها في عدم ضبط الأصل، ويراد بالغريزة بمعناها الاصطلاحي كلّ ما كان سبباً باطنياً لسلوك معيّن، وهي بذلك تعطي معنى المحرّكات للسلوك، وشكلاً من أشكال الطاقة الحيوية توائم بين حاجات البدن والفعاليات الذهنية، وهدفها تسكين الإثارات وإرضاء الحاجات البدنية.

الطائفة الاُولى من الغرائز عبارة عن غرائز صيانة الذات (صيانة الأنا)، والاُخرى: الغرائز الجنسية (غرائز صيانة النوع)، إلاّ أنّ فرويد بعد ذلك طوّر هوية الغرائز، واقترح اطاراً أوسع من اطارها الجنسي السابق، وذلك بتقسيم الغرائز إلى: غريزة الحياة، (اروس)، وغريزة الموت (تاناتوس)، أمّا أروس فهي محور الدوافع المسؤولة عن بقاء الشخص وحياته كالجوع، والعطش، والجنس، و... وأمّا تاناتوس أو غريزة الموت فهي القوّة المخرّبة في الإنسان وغايتها تدمير كلّ ما من شأنه يورث الحياة، وقد تكون موجّهه إلى الخارج فينجم عنها جميع اشكاليات العدوان والظلم والإضرار بالغير، وقد تنكفي على الذات فتنتج الانتحار، وهذان القوّتان يتقاطعان في باطن الإنسان وينتج عن تغالبهما مختلف مظاهر التعارض في المواقف الفردية والاجتماعية للشخصية.

وبالرغم من أنّ فرويد قام ببعض التعديل على نظرية في ماهية الغرائز، إلاّ أنّ الفكرة المحورية في الغرائز بقيت تدور حول محور الجنس، وخاصة في مرحلة الطفولة، فكلّ لذّة جسدية يشعر بها الطفل هي في الأصل من معطيات الغريزة الجنسية، سواء كان الطفل في حالة الرضاع أو البراز والتبوّل، أو العبث بأدوات اللعب، وبعبارة اُخرى أنّ الميل الجنسي في الفرد لا يعني الشهوة بالذات، بل يستوعب في دائرته الواسعة كلّ عمل أو فكرة، أو نشاط فسيولوجي مريح ولذيذ، وحتّى العواطف الإنسانية كحبّ الخير وخدمة الآخرين والعشق لها جذور في الجنس.

 

l أركان الشخصية:

وفقاً لنظرية فرويد فانّ شخصية كلّ فرد تتكوّن من ثلاثة أركان: هو ـ أنا ـ أنا الأعلى.

الـ«هو»: عبارة عن كلّ ما تقدّم في حديثنا عن الغرائز، والتي تعتبر المكوّن الأوّلي للشخصية، فالدوافع الغريزية التي تشترك وترتبط فيما بينها برباط الغريزة الجنسية المتوغّلة في أعماق الفرد هي عبارة اُخرى عن الـ«هو»، ومن سماته أنّه أعمى، وغير أخلاقي، وغير عقلاني، ولا يهدف سوى ارضاء ميوله وكسب اللذّة بأي وسيلة وبأي قيمة.

الـ«أنا»: الجزء العاقل والواعي من الشخصية، والذي تمحور حول أصل الواقعية، ويتعامل مع متطلّبات الواقع بصورة واعية محاولاً إقامة التوازن بين ضغط المحيط والقيم الاجتماعية والأخلاقية من جهة، وبين متطلّبات الهو والدوافع الجوانية، فيلاحظ ما تمليه عليه الظروف والتجارب في الحياة من قوانين اجتماعية وقواعد أخلاقية واُصول عرفية ولا يحاول الخروج عليها في إرضائه للغرائز، بل يسعى بالتوفيق بينهما، ولذلك يرى فرويد انّ شعور الفرد بـ«الأنا» الشخصية يتأخّر في الظهور عند الطفل، لأنّه حصيلة تصادم الهو مع الأنا الأعلى الذي هو عبارة اُخرى عن القيم الوجدانية والأخلاقية السائدة في المجتمع.

«الأنا الأعلى»: وهو عبارة اُخرى عن الضمير والوجدان الديني والأخلاقي الذي يتكوّن في الفرد من مجلوبات البيئة والتقاليد السائدة في المجتمع، ويمثّل أداة الضغط الاجتماعي على الفرد كيلا يجمح به الهو فيخرجه عن طوره الاجتماعي، وذلك باستخدام عنصر المكافأة والعقوبة باستمرار على أنماط السلوك الفردي، وببيان آخر، انّه مجموعة القواعد والمفاهيم عن الخير والشرّ التي يكتسبها الفرد من والديه والمدرسة وقوانين الحكومة والسلطة في المجتمع، كما أنّ الأنا يأخذ على عاتقه مسؤولية تنفيذ هذه القوانين وإنذار الهو بها لأنّه نتاج التفاعل الحي والمستمر بين الدوافع الغريزية والوسط الاجتماعي.

ويمكن تصوير هذه الجوانب الثلاثة في الإنسان بهذه الصورة، إنّ الأنا يأخذ مكانه بين مطاليب الهو الفورية والشديدة، وبين سياط قوانين الأنا الأعلى القاسية التي تمنع إرضاء مطاليب الهو، فلو ركن الأنا لمطاليب الهو ولم يحفل بتوصيات الأنا الأعلى، فسيقوم الأنا الأعلى بمعاقبته على شكل شعور بالذنب وإحساس بالحقارة والمغامرة بالروابط الاجتماعية، ولو صدف عن الهو، وتمسّك بالقيم والثوابت الأخلاقية وإيحاءات الأنا الأعلى الذي يضطره إلى كبت نوازع الهو، فسوف يتمخّض هذا السلوك عن افرازات عصبية وعقد نفسية وتوّتر نفسي وفصام شديد بين العنصر الباطني والواقع، لأنّ متطلّبات الغريزة سوف لا تقف مكتوفة الأبدي حيال هذا السدّ المنيع، بل تحاول الالتفاف حوله وإحداث ثغرات فيه والنفوذ من خلاله على شكل ردود فعل سلبية وانعكاسات متناقضة وتصرّفات هوجاء، فيقع الأنا بين مطرقة الأنا الأعلى وسندان الهو، فمثلاً، عندما يرى امرأة جميلة، فالهو يدعوه لتقبيلها واحتضانها، ولكن الأنا الأعلى ينهره عن ذلك حفاظاً على تقاليد العرف والاُصول الأخلاقية ويدعوه للخجل والحياء، فيقف الأنا حائراً مفكّراً في محاولة للتوفيق بينهما وإرضائهما وإيجاد المصالحة بينهما بأن يكتفي بالسلام عليها أو مصافحتها بحرارة.

 

 

l الأحلام:

ويعتبرها فرويد «الطريق اللاحبّ الذي يؤدّي إلى اللاوعي»، وذلك أنّ رقابة الأنا الأعلى، أو الوجدان والعقل الاجتماعي تخفّ سلطتها على الغرائز وتضعف الفرامل أمام قوى اللاشعور، فتبرز على شكل أحلام للتعبير عن نفسها بعد أن حرمت من الظهور على مسرح الحياة في دنيا الوعي واليقظة، إذاً فالهدف من الحلم تحقيق رغبات مكبوتة التي لا يرغب في إظهارها الفرد في حالة اليقظة، كالرغبة في العدوان، والميل الجنسي المحرّم، وأمثال ذلك، والأكثر في الأحلام انّها عبارة عن رموز ذات دلالات نفسية تمتدّ إلى عالم اللاشعور، وقد تكون صريحة كالاعتداء على الأب، أو مقاربة المحارم والتي تعبّر عن رغبات صريحة في ذلك.

أمّا الرمزية منها فقد تختزل فيها معاني ورغبات شتّى في رمز معيّن، وهو ما يعبّر عنه بالاختزال والتكثيف، كأن ترى سيّدة في المنام أنّها تشتري قبعة سوداء، وبعد التحليل النفسي ثبت أنّها كانت تكره زوجها وتتمنّى موته لفقره ولأنّها كانت تتمنّى شراء قبّعة ولم يسمح لها وضعها الاقتصادي بذلك، فاجتمعت هذه المعاني لتنعكس في الحلم بصورة شراء قبّعة سوداء.

وقد يكشف الحلم عن نوع من «الإبدال» وتحوير الموضوع، فمن كانت تكره اُختها البيضاء رأت في المنام أنّها تخنق كلباً أبيضاً، وهذه الرموز تأتي في الغالب على شكل موت أو ولادة، أو تبرّز، أو أعضاء تناسلية، وأمّا الأشكال الرمزية فهي كثيرة جدّاً، والجدير بالإلفات أنّ فرويد يؤكّد الرمزية في اليقظة أيضاً، وخاصةً الأشياء التي ترمز إلى الأعضاء التناسلية والعملية الجنسية من قلم ودواة وابرة وانبوب وبئر، ونافورة ومئذنة وأمثال ذلك، فكلّها توحي إلى الذهن تداعيات جنسية للمرأة والرجل.

l الدفاعات النفسية:

ينطلق فرويد في هذا المقطع من تحليلاته النفسية إلى أنّ الأنا قد تواجه ضغوطاً كبيرة من الأنا الأعلى وعراقيل قاسية مع المحيط الاجتماعي بسبب رغبات ونوازغ الهو، فلا تجد سبيلاً للتخلص من الضغط والتخفيف من الألم النفسي الذي يهدد وجودها كيانها بالانهيار والتصدع إلاّ بالدفاع النفسي أو استخدام الحيل النفسانية للحفاظ على وجودها وبعبارة اُخرى: التنفيس عن الكبت للدوافع الغريزية المضرّة بالفرد والمجتمع ومن الحيل والدفاعات ما يلي:

1 ـ التقمص: وفي هذه الحالة يسعى الفرد لان يجعل من نفسه على صورة غيره، كما نجد ذلك في الطفل حينما يقلد أبويه في تصرفاتهما، فالابن يقلّد أباه، والبنت تقلّد اُمّها في التفكير واللعب والعواطف والمراهق يتقمص شخصية ابطال السينما للتغلب على ألم النقص والتنفيس عن رغبة جامحة في التفوق وهكذا.

2 ـ التعويض: أو جبران النواقص البدنية والنفسية، وتارة يظهر التعويض على شكل سلبي من قبيل الضرب وكسر الصحون والتظاهر بالمرض وأمثال ذلك لجلب انتباه الآخرين وجبران النقص في المحبة أو في الشخصية، وفي الغالب يكون التعويض إيجابياً،وهو محاولة لا شعورية للارتفاع بشخصية الفرد من خلال خدمة الناس وقضاء حاجاتهم أو التفوق العلمي والسعي لاحراز مكانة اجتماعية متقدمة لكسر الطرق الذي فرضه الاخرون عليه.

3 ـ التبرير: وهو محاولة دفاعية ترمي الى توجيه السلوك الخاطيء من الفرد توجيهاً سليماً و مشروعاً للتخفيف من ألم الضمير والشعور بالإثم وضغط المجتمع ويهدف الفرد من ذلك بالدرجة الاولى إلى اقناع نفسه بأنّه على صواب من قبيل دفاع اللصوص والمجرمين بأن المجتمع هو السبب في سلوكهم الجانح.

4 ـ الاستبدال: وهو استبدال هدف أو عاطفة سلبية بشيء آخر يمكن قبوله وجدانياً أو اجتماعياً ويكون أقل ضرراً من الأوّل، وذلك للتنفيس عن الحاح الغريزة وارواء ظمئها بشكل معقول، كمن فشل في كسب الأصدقاء فيحاول استبدالهم بالحيوانات الأليفة، أو الطفل الذي يضرب الدمي ويمزقها بدلاً من أخيه الأكبر الذي ظلمه، والفنان أو الرياضي الفاشل في الدراسة فيحاول استبدال ذلك الهدف بهدف آخر يشبع حاجته النفسية.

5 ـ احلام اليقظة: وهي حيلة سائدة لدى جميع الناس، وتهدف الى التنفيس عن القلق الناشيء من الاحباط في الماضي أو توقع الفشل في المستقبل، بأن يعيش الفرد مع طموحاته وأماله التي يعجز عن تحقيقها على أرض الواقع وذلك في خيالاته وأوهامه، كالفقير الذي يسبح في الثراء الفاحش والقصور المجللة، ويأكل أفضل أنواع الأطعمة ولكن في خياله فقط.

6 ـ التصدع: وفي هذه الحالة ينتظر جزء من الشخصية عن وعي الفرد ويصبح مزدوج الشخصية، وذلك يهدف اعطاء الفرد بعض التعادل في مقومات الشخصية والتخلّي عن ذلك الجزء المضر من الشخصية الذي هو مصدر الألم النفسي للفرد من قبيل فقدان الذاكرة والاغماء والهروب وغير ذلك.

7 ـ الإتهام: وفي ذلك يسعى الفرد إلى القاء نقائصه على الآخرين للتخلص من ألم الضمير وتأنيب الوالدين والمجتمع كما نلاحظ هذا المعنى بوضوح على الجانحين والمشاكسين.

 

l مراحل رشد الشخصية:

يرى فرويد أنّ الإنسان يمرّ في رشده بخمس مراحل، ثلاث منها في السنوات الخمس الاُولى من حياته ومنذ السادسة وحتّى البلوغ الجنسي يمرّ بمرحلة الكمون، والمرحلة الخامسة والأخيرة هي مرحلة البلوغ الجنسي، أمّا مراحل الرشد في الطفولة فهي عبارة عن المرحلة الفموية، والشرجية، والفرجية:

 

1 ـ المرحلة الفموية:

وتتركّز اللذّة الجنسية والتي يطلق عليها فرويد «الليبدو» حول الفمّ واللسان والشفتان، حيث يكسب الطفل لذّته من خلال المصّ والبلع والبصاق وسائر حركات الشفاه، وتبدأ من الولادة إلى بلوغ سنتين من العمر، وفي أواخر هذه المرحلة، وبسبب ظهور الأسنان يكون كسب اللذّة لدى الطفل بالعضّ والمضغ وأمثال ذلك حيث يقوم الطفل بعض ثدي اُمّه، أو وسائل اللعب لكسب اللذّة، ويسمّى هذا النمط من السلوك بالسادية الفمية.

 

2 ـ المرحلة الشرجية:

وتبدأ هذه المرحلة في السنة الثانية من عمر الطفل، وفيها تتمركز اللذّة الجنسية «الليبيدو» في ناحية الشرج، ويتحقّق الارضاء الجنسي بالتبرّز والتبوّل، لأنّ الطفل يشعر باللذّة الحاصلة من تخفيف الضغط على الأمعاء من جهة، وتحريك منطقة الشرج من جهة اُخرى، وفي هذه المرحلة يكون دور الوالدين وكيفية سلوكهما مع الطفل لتعليمه الطهارة مهماً جدّاً، بحيث أنّه يؤثر على شخصيته فيما بعد أيضاً، وقد يحاول الطفل استغلال تعويق التبرّز والإدرار في الجهة المخالفة لارادة الوالدين لا سيّما إذا استعمل الوالدين أسلوباً خشناً في تعليمه، فيستخدم بدوره التبرّز والإدرار كسلاح ضدّ والديه ويتبوّل مثلاً في أوقات وأماكن تثير غضبهما، وإذا استمرّ الطفل في اتخاذ هذا السلوك لارضاء التوتر الفسيولوجي، فمن الممكن أن تكون شخصية في الكبر عدوانية وحاقدة ومخرّبة وعديمة الشفقة.

وقد يسعى الطفل للاحتفاظ بمدفوعه لاثارة والديه ونيل المزيد من الرعاية والاهتمام لتخوّفهما عليه من المرض، فإذا استمر الطفل على اتخاذ هذا السلوك في جلب محبّة والديه ورعايتهما، فانّه ينشأ في المستقبل ذا شخصية بخيلة وأنانية ومعاندة وحريصة، وتسمّى هذه الشخصية بـ«الشخصية الشرجية» بكلا طرفيها.

 

3 ـ المرحلة الفرجية:

وتتزامن في الرابعة والخامسة من عمر الطفل، وفيها تتركّز الليبيدو في منطقة الأعضاء التناسلية، فيتميّز الطفل عندها بالفضول الجنسي واللعب بالأعضاء التناسلية، وملاحظة الفروق الجسدية بين الاناث والذكور، وفي هذه المرحلة يعشق الأبناء اُمّهم ويتمنّون الخلاص من الأب والاستئثار بالاُمّ، ويجري العكس في البنات حيث يعشقن الأب ويرغبن في إزاحة الاُمّ والحلول محلّها، كما تقدّم في عقدة اوديب.

وبالرغم من أنّ هذا الميل نحو الوالد من الجنس المخالف يتقوّم في هذه المرحلة، إلاّأنّ أثره النفسي يستديم طيلة سنوات العمر.

 

4 ـ مرحلة الكمون:

وفي هذه المرحلة التي تستمر من السادسة إلى ما قبل البلوغ تخلّد الليبيدو إلى الخمود والكمون، فتتمازج عناصر الشخصية الثلاثة في مركّب اجتماعي قادر على التواؤم مع المحيط، فالطفل في هذه المرحلة يتمتع بروابط عاطفية وادعة مع أقرانه وزملائه، ويحبّ والديه واُخوته وأخواته، وببيان آخر أنّ الطفل يستخدم في الدفاع عملية التصعيد، إذ يحوّر ميول الليبيدو على شكل محبّة الوالدين.

 

5 ـ المرحلة الجنسية:

وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين: مرحلة ما قبل البلوغ، ومرحلة البلوغ، ففي الاُولى نلحظ الرشد الجسماني السريع على الذكر والاُنثى حيث تظهر الميول الجنسية، وتتحرّك عقدة اوديب مرّة ثانية لتأخذ دورها الفاعل في رسم سلوك الأفراد وعلاقاتهم، وتتشنّج العلاقة بين الهو والأنا الأعلى، فلو اختار الفرد إرضاء رغبات الهو فسوف ينزع إلى الخصومة والسلوك الخشن مع المحيط، وان سيطرت الأنا الاعلى على نوازع الهو فسوف يؤدي الى الكبت ومضاعفاته.

مرحلة البلوغ الجنسي يتوقّع فيها إيجاد حلّ لعقدة اوديب، فالميل الجنسي لأحد الوالدين يتمّ تفريغه خارج دائرة الاُسرة بشكل من أشكال إرضاء الغريزة، المشروع وغير المشروع.

هنا تأتي أهمية دور «التثبيت» في صياغة الشخصية، فالإنسان في المراحل الثلاث الاُولى قد لا يكون موفّقاً في تجاوزها والعبور من إحداها إلى الاُخرى، ولذا كان الإفراط في الحرمان والضبط والتفريط في إرضاء الدوافع من الأسباب المؤدية إلى التثبيت، والمراد منه أنّ شخصية الفرد تثبت في إحدى المراحل الثلاث المذكورة ويكون سلوك الإنسان الخارجي خاضعاً لمنطق تلك المرحلة، ويعتمد في إرضائه لدوافعه على آليات وقيم تلك المرحلة، كما تقدّم في الشخصية الشرجية، فمثلاً إذا حصل التثبيت في المرحلة الفموية، فسوف يستخدم الفرد بعد نضجه ورشده أساليب تلك المرحلة لإرضاء دوافعه النفسية كالأكل والمصّ، والتدخين وأمثال ذلك، وبهذا يتحصّل لدينا في طُرُز الشخصية وأنماطها ثلاثة أنماط:

1 ـ الشخصية الفموية.

2 ـ الشخصية الشرجية.

3 ـ الشخصية الفرجية.

بالنسبة للشخصية الفموية فانّ الفرد فيها يكون أنانياً ولا يرى الآخرين وكيفية العلاقة معهم إلاّ  من منظار مصالحه الشخصية، وعادةً يكون مثل هؤلاء الأشخاص من الكسالى ويميلون إلى الدّعة وطلب الأمان وليست لهم فعّالية ونشاط اجتماعي، ويمكن القول أنّ الشخصية الفموية كأنّها تريد ابتلاع كلّ شيء واحتكاره ولذا يكون مثل هذا الشخص حريصاً وطمّاعاً وحسوداً وسي الظنّ بالآخرين.

أمّا الشخصية الشرجية، فقد تقدّم بعض الكلام عنها، ويغلب على الفرد الكبير المتصف بالشخصية الشرجية أن يكون وسواساً وحريصاً على النظافة والتطهير، ولجوجاً وبخيلاً.

ذو الشخصية الفرجية والذي ثبتت فيه بعض سمات المرحلة الاوديبية يسعى لأن يكون في أعماله موفّقاً أكثر من الآخرين، فالموفّقية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص عبارة اُخرى عن الغلبة على الأب وهزيمته، وإثبات تفوّقه على أبيه من خلال هذه النشاطات الاجتماعية.

 

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق